إعلام إيراني معارض: سقوط الأسد في سوريا هز أركان النظام في إيران
بعد نحو أسبوعين على سقوط رئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد في سوريا، تتوالى تداعيات هذا الحدث الكبير على النظام في إيران.
وبدأت أصوات المعارضة تتصاعد من داخل النظام الإيراني، فيما تعكس وسائل الإعلام الإيرانية صدمة استراتيجية واضحة، مع تزايد الانتقادات والاعتراف بتراجع نفوذ طهران الإقليمي، حسب تقرير صادر عن المعارضة الإيرانية وصلت نسخة منه إلى “وكالة أنباء تركيا”.
وحسب التقرير:
كتبت صحيفة “هم ميهن” تحت عنوان “عواقب سقوط الأسد على إيران”، قائلة إن “سقوط بشار الأسد ليس حدثا مهما لسوريا فحسب، بل له أيضا تداعيات في جميع أنحاء الشرق الأوسط. عواقب هذا الحدث لا تشعر بها في أي بلد بقدر ما هي في إيران. انسحاب طهران المفاجئ من سوريا، إنه ضرر استراتيجي وعسكري لإيران، فإيران في موقف دفاعي، وقد ضعف ردعها ولم يعد محور المقاومة قادرا تماما على توفير الردع لطهران”.
وكتبت صحيفة أخرى تدعى “ستارة صبح” تحت عنوان “لقد تغير الملعب، والأيام الثلاثين المقبلة خطيرة”، إن “الحقيقة هي أن الملعب بالنسبة لإيران تغير مع وصول ترامب، وبقاء بوتين في مستنقع الحرب الأوكرانية، وسقوط الأسد الذي كان في السابق الفناء الخلفي لإيران، والوضع في العالم والمنطقة ليس في صالح إيران”.
وكتبت صحيفة “دنيا اقتصاد”، قائلة “تشير الاتجاهات الإقليمية إلى ضعف موقف إيران الاقتصادي والسياسي. لذلك، فإن طهران غير قادرة كما فعلت في العقد الماضي على التصرف وتفعيل ما وراء التطورات في المنطقة”.
وبعد الإطاحة ببشار الأسد في سوريا، فتحت وسائل الإعلام التابعة للنظام الإيراني أيضا ملف الضربات القوية التي تلقاها العمق الاستراتيجي لخامنئي في لبنان، وكتبت عن تغير الميزان في المنطقة على حساب النظام، أنه “لطالما كان لبنان مقياس حرارة الشرق الأوسط. يظهر ترتيب القوى في المنطقة في شكله الصغير في لبنان. في وضع نشهد فيه ضعف دور إيران ومحور المقاومة في المنطقة بأسرها، من الطبيعي أن ينعكس هذا الوضع في لبنان أيضا”.
أما التصريحات التي أدلى بها الملا حسين طائب، الرئيس السابق لاستخبارات الحرس الثوري الإيراني ومستشار القائد العام لقوات الحرس، في إحاطة أدلى بها أمام عناصر الحرس وقوات الباسيج التابعة للنظام، فكانت الأكثر وضوحا.
وخلال الاجتماع، سأل أحد الحاضرين “هل تضررت جبهة المقاومة بشكل خطير من رحيل الأسد؟”، حيث رد طائب “بالتأكيد مع رحيل الأسد تعرضت جبهة المقاومة لضربة وفقدت جبهة المقاومة أحد مؤيديها، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها، لقد حدث شيء عظيم لسوريا”.
وذكرت المعارضة الإيرانية في تقريرها “إنها حقيقة لا يمكن إنكارها أن شيئا عظيما قد حدث، ولكن ليس فقط لسوريا، بل أيضا لإيران وللولي الفقيه في النظام، هذه الحقيقة لا يمكن إخفاؤها من خلال الخدع، ولا يمكن إغلاق الأفواه بالتهديدات”.
ونفل التقرير عن صحيفة “ديدار نيوز”، إنه “على الرغم من تهديدات الحكومة وترهيبها، أشار سليماني أردستاني، عضو مجلس مدرسي حوزة قم، في خطاب ألقاه إلى “أخطاء خامنئي الجسيمة وفشل النظام الاستراتيجي”، قائلا “ديكتاتور يضطهد شعبه، ونحن نذهب ونتدخل ونسمي هذا التدخل الدفاع عن الحرم، لقد ارتكب النظام خطأ فادحا ويجب أن يعتذر للأمة وألا يبرر ذلك، لماذا كان علينا الدفاع عن ديكتاتور وحشي؟ هذه الحجج القائلة بأننا يجب أن نضع خطنا الدفاع في مكان آخر لكي نكون آمنين ليست أخلاقية ولا دينية ولا شرعية، ولا يمكن الدفاع عنه، وما نسمعه لا علاقة له بالدين”.