تقاريرهام

مؤشرات التحالف الإيراني الإسرائيلي غير المباشر في سوريا (تقرير)

في ظل التوترات المتصاعدة التي تشهدها مناطق الساحل السوري، والتي سبقتها اضطرابات في محافظتي درعا والسويداء جنوبي سوريا بعد انتصار الثورة السورية على النظام السابق المخلوع، تتزايد الأسئلة حول طبيعة التحركات الإقليمية والدولية التي تستهدف سوريا الجديدة.

الكاتبان السياسيان أحمد العربي ومأمون سيد عيسى قدّما في تصريحات لـ”وكالة أنباء تركيا”، قراءة معمقة لهذه الأحداث، حيث أشارا إلى “وجود مؤشرات على تقاطع مصالح إيرانية وإسرائيلية تهدف إلى إضعاف سوريا وتقسيمها”، فيما يصفان الشعب السوري ودولة الثورة أنهما “مستهدفان من أعداء كثر”.

وأشار الكاتب أحمد العربي إلى أن “ما يحدث الآن في الساحل السوري لم يكن مفاجئًا، بل كان متوقعًا نتيجة تراكمات تاريخية وسياسية، فقد اعتمدت سلطة الثورة السورية سياسة العفو عند المقدرة بهدف تحييد الحاضنة الشعبية للنظام البائد، خاصة في أوساط الطائفة العلوية التي شكلت قاعدة دعم رئيسية لنظام بشار الأسد”.

وأكد أن “هناك من أوغل في الدم السوري والتشبيح والسرقة والقتل على مدى عقود، وهم ضباط ومسؤولون عسكريون من النظام السابق متضررون من انتصار الثورة”.

وتابع العربي قائلا إن “هؤلاء كانوا يديرون شبكات فساد وتجارة مخدرات ونهبًا منظمًا للدولة والمجتمع، ويفترض أن يكون مصيرهم المحاكم والسجون، وليس تركهم لضميرهم المعدوم أصلًا”.

وفي السياق ذاته، رأى المحلل مأمون سيد عيسى أن “الأحداث في الساحل السوري تكشف عن مؤامرة واضحة تتبدى بوضوح في هذه المناطق وفي السويداء”.

وأضاف أن “هناك أطرافًا تعمل بأجندات إيرانية وإسرائيلية لتسخين الأجواء، بهدف دفع سوريا نحو حرب طائفية قد تنتهي إما بعودة النظام السابق أو بإنشاء كيانات انفصالية في الساحل والجنوب ومناطق سيطرة PKK/PYD (قسد) الإرهابي”.

وعلى الرغم من العداء الظاهري بين إيران والاحتلال الإسرائيلي، يشير الكاتبان إلى “تقاطع مصالح بينهما في سوريا يهدف إلى إضعافه وتقسيمها”.

وأوضح أحمد العربي أن الاحتلال الإسرائيلي “أعلن علنًا معاداته لسلطة الثورة السورية، حيث توغلت قواتها في الجنوب السوري عقب سقوط نظام الأسد، ولا تزال تبث خطابات تخريبية ضد سوريا وشعبها، وفي الوقت نفسه أعلنت إيران دعمها لـ(مقاومين) ضد السلطة الجديدة، في محاولة لاستعادة نفوذها الذي خسرته بعد سقوط دمشق، التي كانت بمثابة جسر استراتيجي لنقل السلاح والدعم إلى ميليشياتها في العراق ولبنان”.

من جانبه، اعتبر مأمون سيد عيسى أن “هناك مصالح إسرائيلية في إضعاف المنطقة ضمن مخططات بلقنة الوطن العربي، أي تجزئة الدول العربية وتركيا إلى كيانات طائفية أو قومية تضمن أمن الاحتلال الإسرائيلي وتبرر وجوده”.

وتابع أن “إيران، التي خسرت دمشق كمركز ثقل إقليمي، تسعى عبثًا لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء عبر تقويض استقرار سوريا الجديدة ودعم عودة الأسد”، مؤكدا على أن “ذلك لن يتحقق حتى لو ولج الجمل في سم الخياط”.

وتدعم تقارير إعلامية حديثة هذه الرؤية، حيث أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” في 4 آذار/مارس 2025 أن الاحتلال الإسرائيلي “يرى تهديدًا متزايدًا في محاولات توحيد سوريا تحت سلطة الثورة، ويسعى لإقناع الدروز في الجنوب برفض الحكومة الجديدة، مع تخصيص أكثر من مليار دولار لدعمهم”.

كما ذكر موقع “clashreport” في اليوم نفسه أن “إيران، رغم تراجع أنشطتها في سوريا، تواصل زعزعة الاستقرار في الساحل عبر ضباط النظام السابق وعناصر الحرس الثوري الإيراني”.

وفي هذا الصدد، أكد العربي على وجود “تكامل أدوار بين الفلول داخليًا والقوى الخارجية المعادية للثورة”، مشيرًا إلى “دولة خليجية (لم يسمها) تنخرط مع الاحتلال الإسرائيلي وإيران في مخطط تقسيم سوريا”.

واتهم العربي تلك الدولة بـ”دعم الفتنة في الجنوب بين الدروز وفي الشمال الشرقي عبر دعم تنظيمي PKK وPKK/PYD الإرهابيين وامتداداتهما، بهدف الترويج لتقسيم سوريا”، مشددا أن “الشعب السوري متكاتف، وقواته المسلحة تحركت لردع هؤلاء الخونة كما فعلت في إسقاط النظام البائد”.

ووسط هذه التحديات، أبرز العربي دور تركيا كداعم رئيسي للشعب السوري، مؤكدًا أنها “لن تترك سوريا لوحدها في معركتها”.

كما أشاد بـ”دعم قطر والسعودية ومعظم دول الخليج، إلى جانب مصر وأغلب أعضاء الجامعة العربية”، معتبرًا أن “معركة تحرير سوريا وشعبها مستمرة.. والنصر قادم بعون الله”.

زر الذهاب إلى الأعلى