تقاريرمميز

الشهيد عمر خالص دمير.. ملحمة بطولية كاملة متكاملة

من تلك القصص التي مازالت في الصدارة داخل تركيا وربما خارجها أيضا، قصة الرقيب أول في القوات الخاصة التركية، الذي كان له دور هام وكبير في إفشال المخطط الانقلابي الذي نفذه تنظيم “فتح الله غولن” الإرهابي مساء 15 تموز/يوليو 2016، هو الشهيد عمر خالص دمير، الذي يؤكد مراقبون أن اسمه لن يُمحى من ذاكرة الشعب التركي أبداً.

وفق ما يردده الشارع التركي، فقد حافظ عمر خالص دمير على وطنه وشعبه وشرفه العسكري، عندما رفض رفضاً قاطعاً تنفيذ أوامر العميد “سميح الترزي”، وهو أحد أهم قادة الانقلابيين، بعد أن حضر مع مجموعته إلى مقر القوات الخاصة التركية في العاصمة التركية أنقرة من أجل السيطرة عليها.

“الترزي” طلب من عمر خالص دمير أن يسلمه مقر القوات الخاصة، إلا أن دمير رفض الطلب وأطلق النار مباشرة على “الترزي” ليقتله على الفور.

وما جعل عمر خالص دمير أيقونة للبطولة والشجاعة لدى الأتراك، أنه قرر أن يفعل ما فعله، وهو يعلم علم اليقين أنه لن يفلت من أيدي الانقلابيين الذين كانوا يحيطون بقائدهم، وهو يعلم علم اليقين أن ما سيقوم به سيكلفه حياته على الفور، ولكنه آثر أن يفدي الوطن والشعب بروحه.

تمكن عمر خالص دمير من قتل ذاك القائد العسكري الانقلابي، في مشهد بطولي صورته كاميرات المراقبة المنتشرة حول مقر القوات الخاصة.

أفرغ عمر خالص دمير رصاصات مسدسه برأس “الترزي”، وما هي إلا لحظات قليلة ليستشهد دمير بثلاثين رصاصة، أطلقها عليه الانقلابيون.

من هو عمر خالص دمير..

ولد دمير في 4 آذار/مارس من العام 1974 في إحدى قرى محافظة “نايدة” التركية، من عائلة مكونة من 9 أفراد، أمضى فترة طفولته ودراسته في قريته، ليتزوج بعدها من خديجة خالص دمير، ويرزق منها بطفلين، هما أليف نور ودوغان أرطغرل.

إلتحق دمير عام 1996، بالجيش التركي برتبة جندي، ليحمل فيما بعد رتبة رقيب أول في القوات الخاصة.

لعمر خالص دمير، دور كبير وعظيم في إفشال مخطط الانقلاب في ليلة 15 تموز/يوليو من العام 2016، فلو أنه لم يقدم على ما فعله بكل شجاعة، وسلم مقر القوات الخاصة للانقلابيين، لكان جزء كبير من الخطة الانقلابية نجح، لما لمقر القوات الخاصة من أهمية استراتيجية، وفق المراقبين.

ويروي زملاء عمر خالص دمير، أنه لو قام الشهيد بالانصياع لطلب الانقلابيين بتسليمهم مقر القوات الخاصة لوقعت كارثة حقيقة، حيث كان ينوي الانقلابيون إدارة اغتيالات الشخصيات الرسمية من هذا المقر.

لقد تحول عمر خالص دمير إلى رمز وطني، رفعت صوره في كل أنحاء تركيا، وأضحت اليوم العديد من الصروح التربوية والأمنية تحمل اسمه تخليدًا لبوطلته وشجاعته اللتين لا تقلان عن بطولة وشجاعة كل من استشهد أو جرح أو قاوم الانقلابيين في تلك الليلة.

تم إطلاق اسم الشهيد دمير على جامعة نييده، مدرسة ثانوية في منطقة اتيمسغوت في أنقرة، مدرسة إعدادية في مقاطعة يونس أمره في مانيسا، مدرسة إبتدائية في كهرمان مرعش، إحدى مدارس الأناضول للأئمة والخطباء في إزمير، مدرسة الأئمة والخطباء في يني محلة بأنقرة، ومدرسة الأئمة والخطباء في جكمه كوي في إسطنبول.

وكالة أنباء تركيا

وكالة إخباريــة تركيــة ناطقــة باللغــة العربيــة.
زر الذهاب إلى الأعلى