تقاريرهام

قطر وسوريا.. مسار ثابت في دعم الثورة حتى سقوط نظام الأسد (تقرير)

على مدار أكثر من عقد، لعبت قطر دورًا محوريًا في دعم الثورة السورية، متخذة مواقف ثابتة ضد نظام الأسد المخلوع.

ومع سقوط النظام في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، تسجل قطر سابقة جديدة في المشهد السياسي، حيث أن أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آلثاني، أول زعيم عربي زار، اليوم الخميس، العاصمة السورية دمشق للقاء الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع.

ثبات في الموقف ودعم مستمر

ومنذ اندلاع الثورة السورية في 2011، اتخذت قطر موقفًا رياديًا، حيث كانت أول دولة عربية تدعم المعارضة السورية علنًا وتقطع علاقاتهاالدبلوماسية مع النظام المخلوع، حيث بقيت الدوحة متمسكة بموقفها رغم تغير مواقف العديد من الدول الإقليمية والدولية.

ولم يكن الدعم القطري مقتصرًا على الجانب السياسي، بل شمل الدعم الإنساني والإغاثي، حيث قدمت قطر مساعدات تجاوزت ملياري دولار، واستفاد منها أكثر من 13 مليون سوري في الداخل وفي دول الجوار، وفق تقارير رسمية.

من الدبلوماسية إلى دعم الثورة

وحاولت قطر في البداية لعب دور الوساطة بين الأسد والمعارضة، إلا أن تعنت النظام المخلوع دفعها إلى تبني نهج أكثر حزمًا، إذ قادت الجهودالعربية لعزل النظام دبلوماسيًا.

وفي 2012، دعمت قطر تأسيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وسلمت سفارتها في العاصمة القطرية الدوحة للمعارضة، كما منحت مقعد سوريا في القمة العربية للمعارضة، في خطوة غير مسبوقة.

موقف ثابت رغم التحولات

وخلال سنوات الحرب، تراجع الدعم الدولي والإقليمي للثورة، واتجهت بعض الدول إلى تطبيع العلاقات مع نظام الأسد المخلوع، لكن قطر ظلتعلى موقفها، مؤكدة أن أي تطبيع يجب أن يرتبط بحل سياسي شامل يُرضي الشعب السوري.

وفي أيار/مايو 2023، جددت الخارجية القطرية تأكيدها على أن موقفها من التطبيع مع النظام لم يتغير، معتبرة أن إعادة العلاقات يجب أن تكونمرهونة بحل سياسي عادل.

مرحلة جديدة للعلاقات القطرية السورية

ومع سقوط نظام الأسد سجل قطر محطة سياسية جديدة، إذ إنها أول دولة عربية تعترف بالتغيير في دمشق.

 وتعد زيارة الشيخ تميم إلى سوريا خطوة تحمل دلالات كبيرة حول مستقبل العلاقات بين البلدين، خصوصًا في ظل إعادة ترتيب المشهد الإقليمي.

ويؤكد الدور القطري في سوريا أن السياسة يمكن أن تكون أداة للتغيير الإيجابي عندما تُبنى على قيم أخلاقية ثابتة، وهو ما ميز موقف الدوحة منذبداية الأزمة وحتى لحظة الحسم.

 

زر الذهاب إلى الأعلى