
مع استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة، تتصاعد الدعوات لإيجاد آليات عملية لإيقاف شلال الدم الذي ينزفه الشعب الفلسطيني يوميًا.
وبينما يزداد التعاطف العربي والإسلامي مع غزة، يبقى السؤال الملح هو: كيف يمكن للشعوب والأحرار حول العالم أن يساهموا بفعالية في وضع حد لهذه الحرب؟
وأكد الصحفي الفلسطيني ماهر حجازي أن “ما يحدث في قطاع غزة اليوم يتجاوز حدود الجرائم العادية ليصل إلى مستوى الإبادة المنظمة”.
وأشار حجازي في تصريح لـ “وكالة أنباء تركيا”، إلى أن “الاحتلال الإسرائيلي لم يتورع عن قصف المستشفيات المدنية، مما أجبر المرضى على الخروج تحت القصف والرعب”، لافتا إلى “تهديدات مباشرة باستهداف مستشفيات أخرى، وهو ما يعكس استهتارًا صارخًا بالقوانين الدولية والإنسانية”.
وقال حجازي “اليوم نشهد تصاعدًا خطيرًا في الجرائم الإسرائيلية بحق شعبنا داخل قطاع غزة، حيث تستمر حرب الإبادة الوحشية”.
وأضاف أن “هذه الجرائم تستوجب ضغوطًا دولية حقيقية لوقفها، مشيرًا إلى أن الجهود الشعبية حتى الآن لا تزال دون المستوى المطلوب مقارنة بما يجري من حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني”.
من جانبه، أشار أيمن نجمة، رئيس الجالية الفلسطينية في هولندا، إلى “وجود تعاطف كبير من الجاليات المسلمة والعربية في الدول الأوروبية، وهو تعاطف أصبح واضحًا عبر الحراك الواسع الذي تقوده هذه الجاليات”.
وأوضح نجمة لـ “وكالة أنباء تركيا”، أن “المظاهرات اليومية أو شبه اليومية في مختلف الدول الأوروبية تعكس حالة من الوعي والتضامن مع القضية الفلسطينية”.
لكن نجمة أعرب عن خيبة أمله من ضعف الحراك في الدول العربية والإسلامية، وقال “للأسف، الدول العربية والإسلامية التي يعول عليها شعبنا الكثير، ولا سيما تلك التي لعبت دورًا قياديًا سابقًا في دعم القضية الفلسطينية، لا نرى لها اليوم نفس الزخم والفعالية”.
وأكد أن “التحركات الأكثر تقدمًا وتأثيرًا تأتي الآن من الساحات الغربية، حيث نجد دعمًا وتضامنًا كبيرًا مع أهلنا في غزة، مقارنة بما نراه من الدول العربية والإسلامية بشكل عام”.
وفي ظل هذا الواقع المؤلم، طرح ماهر حجازي جموعة من الآليات التي يمكن أن تكون فعالة لإيقاف العدوان، حيث دعا حجازي إلى “تنظيم اعتصامات ومظاهرات أمام السفارات الإسرائيلية والأمريكية، وكذلك سفارات الاتحاد الأوروبي في مختلف دول العالم”.
وقال إن “هذه التحركات الشعبية يمكن أن تضغط على الدبلوماسية الدولية لإيقاف العدوان”، مؤكدا “على أهمية إيصال رسالة واضحة إلى الإدارة الأمريكية بأن الشعوب العربية والإسلامية وحتى الأحرار في العالم يرفضون الإبادة الإسرائيلية، ويدينون بشدة الدعم الأمريكي غير المحدود لرئيس وزراء الاحتلال “بنيامين نتنياهو”.
وأشار حجازي إلى أن مقاطعة الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي يمكن أن تكون أداة مهمة للغاية في الضغط السياسي والاقتصادي وقال، إن “مقاطعة الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي يمكن أن تسهم بشكل كبير في وقف حرب العدوان على شعبنا داخل قطاع غزة”.
وقبل أيام، كانت هناك دعوة لإضراب عام في مختلف دول العالم للتضامن مع قطاع غزة، واعتبر حجازي أن هذا النوع من التضامن مهم جدًا وقد يسهم في زيادة الضغط الدولي على الاحتلال الإسرائيلي وعلى صانعي القرار في العالم، حسب تعبيره.
وعلى الصعيد الدولي، بدأت بعض الدول الغربية تتخذ مواقف أكثر حذرًا تجاه عدوان الاحتلال الإسرائيلي.
ووفقًا لتقارير إخبارية، وجهت العديد من الحكومات الأوروبية انتقادات حادة للاحتلال الإسرائيلي بسبب استخدامه القوة المفرطة ضد المدنيين في غزة.
كما أن هناك دعوات متزايدة من البرلمانات الأوروبية لتعليق اتفاقيات التعاون مع الاحتلال الإسرائيلي حتى يتم تحقيق السلام وإنهاء العدوان.
إضافة إلى ذلك، تلعب المنظمات الحقوقية الدولية دورًا مهمًا في كشف الانتهاكات الإسرائيلية.
على سبيل المثال، أصدرت منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش تقارير تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جرائم حرب بحق الفلسطينيين في غزة، وهذه التقارير تُستخدم كأدوات ضغط على المجتمع الدولي لاتخاذ موقف أكثر حزمًا، وفق مراقبين.
وفي النهاية، يبقى الهدف المشترك هو وقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة، ولتحقيق هذا الهدف، يجب أن تتحول المشاعر إلى أفعال ملموسة، سواء كان ذلك عبر التظاهرات، أو المقاطعة الاقتصادية، أو الضغط الدبلوماسي، فإن كل جهد يُبذل اليوم يمكن أن يسهم في إنقاذ حياة آلاف الفلسطينيين الذين يعيشون تحت القصف والدمار.
وفي ظل هذا الواقع المؤلم، تبقى قضية غزة اختبارًا حقيقيًا للضمير الإنساني العالمي، خاصة وأن غزة تستغيث، والعالم بأسره مدعو للرد، حسب محللين.