تقاريرهام

“طوفان الأقصى”.. “حماس” تزداد قوة عند الرأي العام العربي رغم محاولات التشويه (تقرير)

باتت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وعقب عملية “طوفان الأقصى”، تتمتع بزيادة ملحوظة في قوتها وتأثيرها في الرأي العام العربي، إذ أصبح من الواضح أن الحركة تتمتع بدعم متزايد وتأييد أوسع عند الرأي العام العربي، ما يشير إلى تحولات ملموسة في الوعي العربي.

وطالما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ “طوفان الأقصى” أن “حركة (حماس) ليست منظمة إرهابية بل هم أناس يناضلون لحماية أرضهم ويحاربون من أجل وطنهم”.

وانتقد أردوغان مرارا من يطالب بـ”توصيف حركة (حماس) كتنظيم إرهابي”، مؤكداً أنها “ليست منظمة إرهابية”.

وحسب محللين، فإن أحد العوامل الرئيسية التي ساهمت في هذا التطور هو تمسك “حماس” بمقاومتها للاحتلال الإسرائيلي والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وهو ما أثار إعجابا وتأييدا واسعين بين الفئات العربية المختلفة، علاوة على ذلك، فإن قدرة “حماس” على الصمود والتصدي للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أدت إلى تعزيز شعبيتها وتأييد الشعوب العربية لجهودها بمواجهة القمع والظلم.

وقال المحلل السياسي الفلسطيني، شادي لبد لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “عملية (طوفان الأقصى) شكّلت نقطة تحول في تفكير ومعنويات الشعب الفلسطيني، إذ أعادت إلى الواجهة فكرة التحرر الوطني والاستقلال عن الاحتلال. وقد أثّرت هذه العملية بشكل كبير في تحفيز الشعب الفلسطيني وتعزيز إصرارهم على السعي نحو الحرية والاستقلال”.

وأضاف أن “عملية (طوفان الأقصى) نجحت في تغيير وعي الجمهور الإسرائيلي أيضا تجاه جيشهم، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تحول ملحوظ في ميزان المناعة القومي في إسرائيل، بالإضافة إلى ذلك، يتضح أنها كسرت هيبة دولة الاحتلال الإسرائيلي، وأثّرت بشكل كبير في المشاريع والمخططات الدولية التي كانت تهدف إلى منح إسرائيل مكانة وقوة سياسية واقتصادية في المنطقة”.

ويُعزى جزء كبير من تزايد التأثير العام لحركة “حماس” إلى وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام العربي، حيث استطاعت الحركة تسليط الضوء على قضايا العدالة الاجتماعية، وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المتكررة، بشكل فعّال.

ومن الجدير بالذكر أيضاً، أن دعم بعض الدول العربية إضافة إلى الدعم التركي لـ”حماس” وللقضية الفلسطينية، سواء بالتعبير عن الدعم السياسي أو المساعدات المالية، ساهم في تعزيز مكانتها وتأثيرها في المنطقة.

وقالت الدكتورة سائدة أبو البهاء، وهي أكاديمية فلسطينية وعضو الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “من أعظم تجليات (طوفان الاقصى) أنه أحدث كيّاً كبيرا في الوعي الجمعي – ليس فقط للشعوب العربية والاسلامية بل وشعوب العالم – تجاه القضية الفلسطينية بوصفها قضية تحرر ونضال ضد احتلال صهيوني إحلالي استعماري استيطاني، وأعاد البوصلة الى ما ينبغي ان تكون عليه المواجهة الحقيقية بين شعب محتَّل مقاوم ومستعمر فاشي عنصري، فكَّسر بذلك الرؤية والمخططات الصهيونية في فرض استراتيجية الردع والاستعلاء والتي حاول الاحتلال ومعه أمريكا والحلف الغربي فرضها على المنطقة طوال سنوات عديدة”.

وتابعت أن “الطوفان قلب الطاولة عليهم وقلب معها مخططاتهم وموازينهم وتوازنهم، وكشف وحشتيهم التي لطالما أُلبست زورا وبهتانا ثوب الحضارة المزيفة، وأضحت المقاومة الفلسطينية وفي القلب منها (حماس) قبلة لحركات التحرر العالمية التي تلتف حولها الجماهير الحرة في العالم، معظِّمة بذلك الوعي بقيم العدالة والحرية مقابل العنصرية الفاشية الوحشية، وضد التسلط والهيمنة والمركزية الأمريكية والغربية”.

ويرى أكاديميون مهتمون بملف القضية الفلسطينية، أنه “مع ذلك، تبقى هناك تحديات واجهت حركة (حماس)، بما في ذلك العزوف الدولي وبعض الضغوط السياسية التي تُمارس عليها، إلا أن هذا الزخم الذي اكتسبته (حماس) في الرأي العام العربي يعكس تحولا في تصورات وتوجهات الناس نحو الصراع الفلسطيني وحقوق الشعب الفلسطيني”.

وأضافوا “يظهر تصاعد قوة حركة (حماس) في الرأي العام العربي كمؤشر على تغيرات في الوعي العربي وتوجهاته نحو القضية الفلسطينية”، معتبرين أن “هذا التأثير المتزايد يعكس دعما أوسع لحركة المقاومة الفلسطينية ويرسل إشارة قوية إلى المجتمع الدولي بضرورة التصدي للاحتلال ودعم حقوق الشعب الفلسطيني”.

وحسب مراقبين، فإن انتصار “حماس” في “طوفان الأقصى” يعني عدة أشياء، منها:

  • تأكيد قدرة المقاومة الفلسطينية على الصمود والتحدي في وجه الاحتلال الإسرائيلي، وإحباط مخططاته لتصفية القضية الفلسطينية وتهويد القدس والضفة الغربية.
  • تغيير قواعد الاشتباك مع الاحتلال، وإظهار هشاشة الجبهة الداخلية الإسرائيلية وعجز المنظومة العسكرية والأمنية الإسرائيلية عن حماية المستوطنين والمواطنين.
  • تعزيز التضامن والوحدة الوطنية بين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، وتحفيز الانتفاضة الشعبية ضد الاحتلال والمستوطنين.
  • تحريك الرأي العام العربي والإسلامي والدولي لصالح القضية الفلسطينية، وإعادة تفعيل دور الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في الضغط على إسرائيل لوقف العدوان والاعتداءات والاحتلال.
  • تعطيل مسارات التطبيع بين بعض الدول العربية والاحتلال الإسرائيلي، وإظهار فشل هذه المسارات في تحقيق السلام والأمن في المنطقة، والتأثير على الموقف العربي والإسلامي من الاحتلال.
زر الذهاب إلى الأعلى