منوعاتهام

خطبة الجمعة في تركيا.. العشر الأواخر من رمضان فرصة للتقرب إلى الله

أكدت خطبة الجمعة على أهمية الإنفاق وتعزيز التكافل الاجتماعي في العشر الأواخر من رمضان، مشيرة إلى أن هذه الأيام المباركة فرصة عظيمة للتقرب إلى الله بالعبادة والعمل الصالح.

وركزت الخطبة على ضرورة استغلال هذه الأيام بالاعتكاف، طلباً لليلة القدر، والاهتمام بمساعدة المحتاجين وسداد ديونهم كجزء من أشكال الإنفاق المختلفة.

كما أشار الخطيب إلى أهمية تجديد الصلة بالقرآن الكريم كدليل إلهي يرشد الإنسانية إلى الخير والحق.

وجاء في خطبة الجمعة: “نحن في الأيام العشر الأخيرة من شهر رمضان المبارك، هذه الأيام هي أيام الاعتكاف، لقد أخبرت أمنا عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان وأنه يجب علينا أن نبحث عن ليلة القدر في هذه الأيام، الاعتكاف هو أحد سنن شهر رمضان، هذه الأيام توفر لنا فرصة لقضاء الأوقات الأخيرة من رمضان في العبادة والتفكر، والتوبة والاستغفار، والحمد والشكر، والدعاء والذكر”.

وأضافت “في إحدى المرات كان عبد الله بن عباس رضي الله عنه إبن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اعتكف في المسجد النبوي، في تلك الأيام رأى رجلا يدخل المسجد وهو حزين عندما علم عبد الله أن ذلك الرجل حزين لأنه غير قادر على سداد دينه، قال (دعني أكلم الشخص الذي له عليك دين) وخرج من المسجد فقال له الرجل (يا عبد الله أنسيت أنك في اعتكاف؟) فقال عبد الله  رضي الله عنه (لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من سعى في قضاء حاجة مسلم كانت له خيرا من اعتكاف عشر سنوات)”.

وتابعت “يأتي الوعي بالتعاون في مقدمة القيم التي علمنا إياها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأهم مبدأ في إبقاء هذا الوعي حيا هو الإنفاق، الإنفاق هو مشاركة الإمكانيات المادية والمعنوية التي منحنا الله تعالى إياها رغبة في نيل رضاه وهو جهد لزيادة الخير في الأرض وزوال الشرور وأن نكون مصدر فرح وأمل لبعضنا البعض و نضاعف أفراحنا من خلال المشاركة”.

وأكدت على أن “طريق الوصول إلى الخير يمر من خلال الإنفاق، ويقول ربنا العظيم (لن تنالوا البر حتىٰ تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم)، هذه الآية تثير انتباهنا إلى هذا الأمر المهم. يوجد نوع من الإنفاق يمكن لكل مسلم سواء كان رجلا أو امرأة صغيرا أو كبيرا غنيا أو فقيرا القيام به، لذلك، فإن مشاركة زكواتنا وصدقاتنا مع إخوتنا المحتاجين هو نوع من الإنفاق، كما أن إظهار محبتنا لزوجاتنا ورحمتنا لأبنائنا وابتسامتنا لوالدينا أيضا يعد نوعا من الإنفاق”.

وأوضحت “قد يكون الإنفاق أحيانا بكرم الضيافة لأقاربنا وجيراننا، وبمد يد العون للأيتام، وأحيانا أخرى قد يتجسد بزيارة المستشفيات ودور الرعاية وفي إظهار محبتنا واهتمامنا لإخواننا، وقد يكون الإنفاق أيضا بالسؤال عن حال المحتاجين وتسديد ديون المدينين، وقد يتجلى في مساعدة الشباب الذين لم يتزوجوا في بناء أسرهم أو في إنشاء مجالات عمل تساعد الناس في تأمين احتياجاتهم، والإنفاق هو أيضا الاستمرار في دعم المظلومين، وخاصة في غزة والثبات على موقفنا النبيل ضد الظالمين من الصهاينة وداعميهم”.

وجاء فيها أيضاً “نعيش في عصر تغلفه الدنيوية والفردية حيث يبحث عن السعادة في الاستهلاك، وتبرز فيه حياة قائمة على التفاخر والمظاهر، لكن كل ما نعتقد أنه ملك ومال هو في الحقيقة أمانة من ربنا لنا وعندما يحين وقتنا سينتهي وجودنا في هذه الدنيا، وستتغير أموالنا وممتلكاتنا لذلك، لنجعل من شهر رمضان فرصة لنثري أخوتنا بالعطاء، ولنعزز وحدتنا وتماسكنا من خلال الإنفاق، ولنعزز ولاءنا لربنا عبر العطاء، ولنعلم أن مساعدتنا للمحتاجين، خاصة لمؤسساتنا التي تضمن تكاتفنا الجماعي مثل المساجد، ستكون بمثابة صدقة جارية وزاد للآخرة، ولا ننسى أبدا حديث نبينا صلى الله عليه وسلم (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)”.

ولفتت إلى أننا “سندرك في مساء يوم الأربعاء المقبل ليلة القدر إن شاء الله، وقد أخبرنا الله تعالى بأهمية ليلة القدر بقوله (إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر)، إن القرآن الكريم هو ما يجعل ليلة القدر خيرا من ألف شهر فهو كتاب إلهي يعرفنا على ربنا العظيم ويعلمنا غاية الوجود والحياة وهو دليل إلهي يميز بين الحق والباطل، والصواب والخطأ، وهو دعوة إلهية تدعو جميع الناس إلى الحق والحقيقة، لذا لنسعى لتعزيز صلتنا بالقرآن ولننعش أنفسنا به من جديد ولنبني حياتنا وفق مقاييس القرآن وإرشادات السنة”.

واختتمت الخطبة بتهنئة المسلمين جميعا بليلة القدر، مع الدعاء لله “أن تكون ليلتنا هذه خيرا للأمة العزيزة، وللأمة الإسلامية، ولجميع الإنسانية”.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى