
ركزت خطبة الجمعة على وداع شهر رمضان المبارك، مشيرة إلى أهمية استدامة العبادات والقيم التي تعلمناها خلال هذا الشهر الفضيل.
ولفتت الخطبة الأنظار إلى الدروس الروحية والاجتماعية التي يقدمها رمضان كمدرسة إيمانية تعزز الصلة بالقرآن الكريم، الصلاة، الصيام، والزكاة، مؤكدة ضرورة تحويل هذه العادات إلى نمط حياة يومي.
كما أبرزت الخطبة أهمية التراحم والوقوف بجانب المظلومين، معربة عن التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة.
وأشار الخطيب بالإشارة إلى أهمية السلامة المرورية أثناء الاحتفال بعيد الفطر، داعياً الجميع للاحتفال بهذه المناسبة السعيدة بروح المسؤولية والوعي.
وجاء في خطبة الجمعة “يوشك أن ينقضي من عمرنا شهر رمضان مبارك اٰخر، وإن شاء الله سنودع هذا الموسم المبارك بصلاة التراويح الأخيرة التي سنصليها هذا المساء، وصومنا الأخير الذي سنصومه غدا، نسأل الله تعالى أن يجعلنا من عباده المحظوظين الذين يحيون بالقرآن ويحمون أنفسهم من الشرور بالصلاة ويصلون إلى التقوى بالصوم ويطهرون أموالهم وأنفسهم بالزكاة والصدقات والفطرة”.
وأضافت “رمضان هو مدرسة تأخذنا كل عام لتعليمنا كيف يجب أن تكون الحياة التي يرضى عنها الله، وفي هذه المدرسة العظيمة حاولنا على مدى شهر كامل أن نتعلم كيف نكون إنسانا صالحا ومسلما مخلصا، قرأنا كتابنا المقدس القرآن الكريم، بذلنا جهدنا لفهم رسائله وعيشها، فلنحافظ بعد رمضان على هذا الرابط القوي الذي أنشأناه مع القرآن الكريم في جميع المجالات، ولنستمر في جلب بركته إلى حياتنا”.
وأشارت إلى أن “رمضان جمعنا على مدى شهر كامل في مساجدنا كعائلة واحدة، بجانب صلواتنا الخمس وقفنا كتفا بكتف في صلاة التراويح معا بخشوع أمام عرش ربنا، بالأدعية والصلاة على النبي أوصلنا قلوبنا إلى السكينة، لكن عبادتنا ليست مقتصرة على يوم أو شهر واحد، فقد دعا ربنا العظيم بقوله (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين)، إلى عبادة دائمة طوال الحياة، وذكرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأن (أحب العمل إلى الله أدومها وإن قل)، مما يذكرنا بضرورة تحويل عباداتنا إلى كل لحظة من حياتنا، لذا، دعونا نستمر في عادات العبادة التي اكتسبناها في رمضان طوال العام، ولنستمر كعائلة في تعليم أطفالنا آداب المسجد ونذهب معا إلى المساجد لأداء الصلوات جماعة”.
ولفتت إلى أنه “في مدرسة رمضان تعلمنا الصبر وقمنا بتقوية إرادتنا من خلال الصيام، يقول ربنا (يا أيها الذين اٰمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين)، الله يدعونا إلى التحلي بالصبر، وطلب العون منه من خلال الصلاة والصبر، لذا، دعونا نحرص على أن نعكس صبر رمضان الذي اكتسبناه في منازلنا، وفي حياتنا الدراسية والعملية، وفي الأسواق والطرقات، ولنتحرك بعقلانية وحكمة لا بالكراهية والعداء. لا نكسر القلوب ولا نجرح المشاعر”.
وجاء في الخطبة أيضا، أنه “في شهر الخير رمضان تحركنا بمبدأ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (كل معروف صدقة)، والحمد لله، حاولنا أن نظهر محبتنا وعاطفتنا لوالدينا، وأزواجنا، وأطفالنا، وأن نراعي حقوق أقاربنا وجيراننا، وأن نلمس قلوب اليتامى والمساكين لنكون من سالكي طريق الخير، وحرصنا على إيصال زكواتنا وصدقاتنا إلى المحتاجين مع مراعاة رضا الله تعالى، بالإضافة إلى ذلك، بذلنا جهودا بقدراتنا المادية والمعنوية لنكون أملا في قلوب المظلومين في الأرض وخاصة إخوتنا في غزة الذين تعرضوا لقصف الاحتلال الصهيوني ونسعى لإدخال البسمة على وجوههم وأكدنا مرة أخرى أننا لن نتركهم تحت رحمة الظالمين، لذا، فلنحول هذه الصفات الجميلة التي اكتسبناها في شهر رمضان إلى كل لحظة وكل مجال من حياتنا، ودعونا نستمر في أن نكون أشخاصا صالحين وننشر الخير في الأرض ونقف دائما في وجه الظالمين إلى جانب المظلومين، ولا ننسى أبدا أن للخير قوة تحويلية وأن العالم لن يتغير إلا بالخير وبالناس الطيبين”.
وختم الخطيب خطبته بالقول “أود أن أذكر نقطة مهمة بينما أنهي خطبتي اعتبارا من اليوم سوف ينطلق العديد منا وعلى رأسهم والدينا، وأقاربنا وأصدقائنا، للاحتفال بعيد الفطر مع أحبائناـ لذا أدعو سائقي المركبات وخاصة إخواننا من مستخدمي الدراجات النارية الذين تزايد عددهم بسرعة في السنوات الأخيرة ليكونوا صبورين ومتفاهمين وواعين أثناء القيادة حتى لا يتسببوا في أن يتحول الفرح إلى حزن، كما أدعوكم لاحترام حقوق بعضكم البعض، وبهذه المناسبة أود أن أهنئكم بعيد الفطر الذي سندركه يوم الأحد المقبل وأخص بالذكر إخواننا في الدين الذين يتألمون تحت ظلم الظالمين وأولهم غزة”.