استهلت خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا، اليوم، بقوله تعالى “إنما يعمر مساجد اللٰه من اٰمن باللٰه واليوم الاٰخر وأقام الصلٰاة واٰتى الزكٰوة ولم يخش إلا اللٰه فعسٰٓى او۬لٰٓئك أن يكونوا من المهتدين”، وبقوله صلى الله عليه وسلم “أحب البلاد إلى اللٰه مساجدها”.
وأضافت أن “الجوامع والمساجد هي بيوت الله، وهي رمز الحضارة الإسلامية وهي نبض المدن، وهي علامة وحدتنا وتضامننا، وهي المعابد التي نجد فيها السلام حيث نقف خمس مرات في اليوم بين يدي ربنا عز وجل، إنها مواضع السجود التي تشهد الآمين التي تخرج من أفواهنا والدموع التي نذرفها من أعماقنا”.
وتابعت “إن معلمينا الذين يعملون في مساجدنا خدام للخير هم ورثة طريق الأنبياء الذين علمونا حقائق ديننا العظيم الإسلام، إنهم خطباؤنا الذين ينقلون مبادئ القرآن الفريدة وأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نقش القرآن في قلوب المؤمنين حيث قال (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، وأن مظاهر المدح النبوي هي شعيرة من شعائر ديننا”.
وأشارت إلى قوله تعالى “ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكرۜ”، مضيفة “لقد اتخذنا كرئاسة الشؤون الدينية هذه الآية شعارا لنا، وهدفنا الأساسي هو إحياء البشرية جمعاء بحياة تتمحور حول المسجد، وترتفع أصوات شيوخنا من المآذن إلى السماء حيث يدعون جميع الناس إلى الخلاص بدعوة (حي على الصلاة حي على الفلاح)، ليبقى الأذان بالشهادة صادحا في العلاء فهو عماد ديني يتخلد في وطني بالجلاء، وقد قيلت هذه الأبيات في نشيد الاستقلال الوطني بهذه الروح لهذا الغرض”.
وتابعت “وكما يحيط ربنا جميع المخلوقات برحمته وعطفه باسمه الجامع، فإن مساجدنا تحتضن المسلمين من خلال تحويل جميع اختلافاتهم إلى ثروة، بغض النظر عن أعراقهم أو لغتهم أو لونهم أو جنسهم، من أجل تحقيق هذا الهدف، نقدم خدماتنا لشعبنا في العديد من المجالات مثل مساجدنا ودورات القرآن الكريم ومكاتب الإرشاد الأسري والديني ومراكز الشباب، حيث نحن نسعى جاهدين لنقل رسائل الإسلام المليئة بالرحمة إلى إخواننا في العديد من الأماكن، من المستشفيات إلى سكنات (KYK)، ومن إخواننا ذوي الاحتياجات الخاصة إلى المدمنين، ومن المدارس إلى أماكن العمل، وننشر الكتب والمجلات التي يمكن أن يقرأها الجميع، رجالا ونساء وأطفالا وصغارا وكبارا، والتعرف على ديننا وقيمنا وتاريخنا وثقافتنا، ونحن نسعى جاهدين لشرح دين الإسلام لأمتنا الحبيبة والبشرية جمعاء، من خلال القنوات الرقمية وتلفزيون الديانة وراديو الديانة، ونعتبر أنه من واجبنا الأساسي تعليم كتابنا العظيم القرآن الكريم، للناس من جميع الأعمار والمهن، ونسعى جاهدين للمحاربة بالمعرفة والحكمة ضد أولئك الذين يحاولون استغلال ديننا، وإفساد قيمنا، والإضرار ببنيتنا الأسرية”.
وذكرت أنه “في كل عام يتم الاحتفال بالفترة من 1 إلى 7 تشرين الأول/أكتوبر، باعتباره أسبوع المساجد والموظفين الدينيين، وعلى مدار الأسبوع، يتم شرح مكانة وأهمية مساجدنا والموظفين الدينيين في حضارتنا من خلال الفعاليات التي يتم تنظيمها في داخل تركيا وخارجها”.
