منوعات

خطبة الجمعة في تركيا.. العائلة نعمة من الله ومسؤولية أمامه

ركزت خطبة الجمعة في عموم مساجد تركيا، اليوم، على أهمية الأسرة في بناء المجتمع المسلم القوي، ووصفتها بأنها المؤسسة الوحيدة التي لا بديل عنها، والتي تشكل حصن الإنسان ومصدر طمأنته.

وأشارت إلى ضرورة الحفاظ على القيم الأسرية، وتحصين النشء من خلال بيئة تربوية سليمة قائمة على المودة والرحمة، ونبذ العنف بشتى أنواعه.

كما أكدت على حرمة استغلال الأطفال وضرورة صيانة كرامتهم وخصوصيتهم، لافتة إلى فضل الزواج وأثره في غض البصر وحفظ الفرج.

وجاء فيها “إن من أعظم النعم التي منحنا إياها ربنا العظيم هي العائلة، العائلة؛ هي بيت الأمان والوفاء الذي يؤسسه رجل وامرأة يجوز لهما الزواج وفقا لأمر الله وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وتبارك بكثرة الأطفال، وتكبر مع الأجداد والجدات والأحفاد، العائلة ؛ كما جاء في الآية (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ۚ إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)، هي موقد الشفقة والرحمة، العائلة؛ هي المؤسسة الوحيدة التي لا بديل لها ولا يمكن أبدا تعويض مكانها”.

وأضافت “يخبرنا ربنا العظيم في الآية الكريمة (والله جعل لكم من بيوتكم سكنا)، بأن الأسرة هي مصدر السعادة، وفي تحقيق بيئة أسرية هادئة يلعب كل من الأم والأب دورا مهما و يحتاج الأطفال إلى عطف الأم وحنانها بقدر ما يحتاجون إلى سلطة الأب وانضباطه، لذلك، فإن مسؤولية تربية وتعليم الأطفال وتنشئتهم كأشخاص صالحين لا ينبغي أن تترك فقط للمربين والمدارس والتلفزيونات والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر لأن الأطفال الذين لا يجدون العطف والرحمة في والديهم يبحثون عن الأمان والحب في أماكن أخرى مما يؤدي إلى فساد فطرتهم”.

وأشارت إلى أن “صيانة الفطرة الإنسانية لا تتحقق إلا من خلال أسر واعية، فالأجيال المرتبطة بقيمها الوطنية والروحية تنشأ في بيئة أسرية مؤمنة، وإن مجتمعا قويا يبنى بأيد من أسر تنعم بالسكينة والاستقرار، ولهٰذا، فلا ينبغي لأي فرد داخل الأسرة، مهما كان موقعه أو دوره، أن يتلفظ بكلمات أو يقوم بسلوكيات من شأنها أن تخل بسلام الأسرة أو تنال من مكانة الأم أو الأب”.

وتابعت “يجب على الجميع، رجالا ونساء، صغارا وكبارا، ألا يجيزوا لأنفسهم ممارسة أي شكل من أشكال العنف ضد بعضهم البعض. ومهما كانت المبررات، يجب أن يدرك الإنسان أنه لا يملك حق سلب الحياة التي حرم الله المساس بها، كما ينبغي أن يدرك الجميع أن استغلال الأطفال جنسيا  الذي أصبح  قطاعا بحد ذاته في العالم هو سلوك مدان وفاسد، وأن جميع أشكال الاستغلال محرمة ومرفوضة أخلاقيا. ولا يجوز بأي حال من الأحوال المساس بخصوصية أي طفل”.

وجاء فيها أيضاُ “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث له (الزواج أغض للبصر وأحصن للفرج)، نعم، إن الزواج فطرة إنسانية، وبداية مقدسة توصل إلى السعادة والطمأنينة في الدنيا، والفوز بالجنة الأبدية في الآخرة، الزواج هو الميناء الآمن الذي يحفظ كرامة الإنسان ومكانته، ويقيه من الشرور والآثام، وهو السبيل الأضمن لحماية النفس والنسل، ولإقامة مجتمع نقي وصحي، ولذلك، فإن من واجبنا الديني والأخلاقي والاجتماعي أن نعين شبابنا، عندما يبلغون سن الزواج، على تأسيس بيت الزوجية بطريقة متواضعة وبعيدة عن التكلف والإسراف، وتحذير رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن واضح وجلي، حيث قال (إن أعظم النكاح بركة أيسره مؤنة)، أي إن أنجح الزواج وأكثره بركة هو ما كان أيسر كلفة وأقل تعقيدا”.

وتابعت “لنتخذ من قول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم (خيركم خيركم لأهله) شعارا لنا في حياتنا، ولنجعل من المحبة والمودة، ومن اللطف والذوق، سمة غالبة في أسرنا، ولنكن أكثر يقظة تجاه التيارات الضارة التي تهدد كيان الأسرة، وتظلم مستقبلنا، فلنتكاتف يدا بيد وقلبا لقلب، لنزيل كل العقبات التي تعترض سعادتنا الأسرية، ووحدتنا، وأخوتنا، ولا ننس أن الحفاظ على الفطرة، وتقوية بنية الأسرة، ليست مسؤولية الأم والأب فقط، بل هي مسؤولية تقع على عاتق الجميع، من أفراد ومؤسسات وهيئات، وعليهم جميعا أن يؤدوا واجباتهم في هذا الصدد بكل جد واجتهاد”.

واختتمت بقوله صلى الله عليه وسلم “كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى